رشا العزاوي، وكالات (أبوظبي، واشنطن)
تعهدت الإدارة الأميركية مجدداً بالتصدي بقوة لنشر إيران صواريخ باليستية في المنطقة ونقلها أسلحة بصورة غير قانونية. وقالت مساعدة وزير الخارجية للحد من التسلح يليم بوليت أمام مؤتمر لنزع السلاح يعقد برعاية الأمم المتحدة إن برنامج إيران الصاروخي يزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط ويزيد من مخاطر حدوث سباق تسلح إقليمي. وحثت كل الدول المسؤولة على تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي التي تفرض قيوداً على نقل التكنولوجيا المتعلقة بالصواريخ إلى إيران.
جاء ذلك، قبل بدء وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو جولة إلى الشرق الأوسط تشمل لبنان والكويت وإسرائيل، ينتظر أن يبحث خلالها ملف تصنيف ميليشيا الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية. وكان بومبيو قال أوائل مارس إنه بصدد إعداد سلسلة عقوبات جديدة على إيران، موجهة ضد الضالعين في جرائم ضد الإنسانية والمساهمين في تطوير برنامج إيران الصاروخي الباليستي، ولا تطال الشعب، استمراراً لنهج سياسة الرئيس دونالد ترامب الصارمة التي بدأت بانسحابه من الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015 وإعادة فرض العقوبات. وأشارت واشنطن مراراً إلى أن أحد أهم أسباب انسحابها من الاتفاق النووي هو إصرار النظام الإيراني على تطوير الصواريخ الباليستية، وأن العقوبات جاءت لضمان عدم عودة النظام الإيراني إلى برنامج التسليح النووي والعمل على تغيير سلوكه في المنطقة.
وشهد الاقتصاد الإيراني تراجعاً خلال الـ12 شهراً الماضية، أدى لانخفاض حاد في قيمة العملة، وارتفاع أسعار السلع الأساسية بحسب اعتراف الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي توعد الولايات المتحدة. فيما رد الممثل الخاص للولايات المتحدة لإيران براين هوك في تصريح باللغة الفارسية قال فيه: «ردي على روحاني الذي طلب من الشعب الإيراني أن يلعن أولئك الذين تسببوا في الأزمة الاقتصادية الحالية، إن اللعنات والسحر ولوم الآخرين لن يحسن سجله الاقتصادي»، وأضاف: «الشعب الإيراني يريد وظائف، بدلاً من إرسال اللعنات».
من جهة ثانية، تواصلت محاكمة قطب الأعمال الإيراني حسين هدايتي بتهمة الفساد، حيث كشف في شهادته أمام المحكمة، معلومات تتعلق بتمويل إيران للجماعات المسلحة في المنطقة. وقال: «لقد ضغطت علي جماعات مسلحة متنفذة قالت إنها ستعاقبني إن لم أمنحها قروضاً مضمونة، وأتمنى لو أستطيع الحديث عن علاقة جبهة المقاومة بـ (داعش)». وأضاف «أن كثيراً من المبالغ التي اقترضها من البنوك اضطر إلى توزيعها على جماعات إيرانية مسلحة لم يسمها، مرتبطة بميليشيا حزب الله اللبناني التي كانت تبتزه بعلاقاتها المتنفذة في القضاء الإيراني». و«جبهة المقاومة» هو مصطلح تستخدمه السلطات الإيرانية للإشارة إلى حزب الله والميليشيات الإرهابية المتطرفة الأخرى التابعة لها في العراق وسوريا واليمن وقطاع غزة. وانتقد هدايتي، القضاء على محاكمته علانية قائلاً: «لماذا تحاكمونني علنياً، بينما تعقد جلسة الاستماع لشقيق الرئيس خلف أبواب مغلقة؟» (في إشارة إلى شقيق الرئيس حسن روحاني، حسين فريدون الذي شغل منصب مساعد الرئيس. والذي اعتُقل في 15 يوليو 2017 بتهمة الفساد وأطلق سراحه بعد يومين بكفالة 500 مليار ريال (نحو 12 مليون دولار). وهو متهم بتلقي قروض من دون فوائد باستغلال منصب أخيه.